هل هو حقيقة أم خرافة وتأليف لنشر الإشاعات؟
إنتشرت في الآونة الأخيرة أخبارٌ كثيرة في وجود كتابٍ إسمه "نهاية الزمان" لمؤلف اسمه ابراهيم بن سالوقية إدعى الكثيرون أنّ هذا الكتاب تنبأ في حدوث أحداث العالم الحالية فكما جاء بالكتاب تساوي الرقمان 20=20
وتفشى مرض الزمان، ومنع الحجيج، واختفى الضجيج، وإجتاح العالم الجراد، وتعِب العباد، ومات ملك الروم، من مرضه الزؤوم، وخاف الأخ من أخيه، وصرتم كما اليهود في التيه، وكسدت الأسواق، وارتفعت الأثمان”
زاد البحث عن كتاب آخر الزمان لابن سالوقية لمعرفة حقيقة المقولة المنسوبة إليه، وهل يوجد كتاب بهذا الإسم "آخر الزمان" فعلاً ؟ ومدى إرتباطه في أخبار فيروس كورونا المستجد ؟ سنقوم بتوضيح التفاصيل كاملة في هذا المقال وحقيقة صفحة 365 من كتاب آخبار الزمان لابن سالوقية ومن هو المؤلف الحقيقي للكتاب وفي أي عام تم تأليفه.
بدايةً الكتاب هو حقيقي وموجود في الفعل وتمت طباعته في العراق-النجف والأشرف لمطبعة الحيدرية سنة 1386هـ - 1966 م وهو للكاتب المسعودي وليس للمؤلف إبراهيم بن سالوقية ويمكن إيجاد الكتاب تحت إسم "أخبار الزمان ومن أباده الحدثان وعجائب البلدان والغامر بالماء والعمران" وليس (نهاية الزمان) والذي كتبه وحرره علي بن الحسين بن علي المعروف باسم أبو الحسن المسعودي وهو من ذرية عبد الله بن مسعود المتوفى سنة 346 هـ.
فبكل تأكيد لا يوجد أي سند أو إثبات على أن حقيقة تلك النبؤة المزعومة التي تنص أن الكاتب هو إبراهيم بن سالوقية، والكتاب المتداول حالياً بكثرة هو.
أما رقم الصفحة 365 فلا صحة ولا وجود لها من الأساس حيث أن عدد صفحات الكتاب هي 281 صفحة فقط وليس 365 كما أُشاع، كما أن الكتاب لا يحتوي على أي خبر أو أي تنبؤ في أحداث المستقبل، بل كلها أحداث عن التاريخ القديم ووصف بعض الملوك والمدن.
فيجب التنويه أن مقولة "أحداث نهاية الزمان موثقة في كتابٍ لمؤلف إسمه إبراهيم بن سالوقية صفحة 365" هي مقولة خاطئة تماماً وما هي إلا خرافة وتم نشرها وتصديقها بعد أن تم ابتداعها من قبل بعض الباحثين لإثارة الذعر ونشر الشائعات بين الناس بعد ظهور عدة أزمات كإنتشار فيروس يهدد العالم وإغلاق لأبواب الحرمين الشريفين وكسادٍ كبير في الإقتصاد الدولي والأسواق، والذي يظنه الكثيرين أنها علامات لإقتراب نهاية العالم والحياة على الكرة الأرضية.
كتاب "أخبار الزمان" هو موجود بالفعل وهو من تأليف المؤرخ أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، وهو مؤرخ إسلامي توفي عام 346 هـ وتم إصدار الكتاب في القرن الثالث الهجري، ويحكي الكتاب عن عجائب البلدان والزمان، ومن بينها الكثير من المواضيع منها السحر المنتشر في العالم، والحضارة الفرعونية في مصر.
أما عن نبؤة نهاية العالم بسبب الأحداث الحالية فلا يوجد أي مستند صحيح أو حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث عن نهاية الزمان في هذه الطريقة فقد وضح لنا عليه افضل الصلاة والسلام علامات الساعة الصغرى والكبرى وهذا ما يعتمد عليه المسلم الذي يريد راحة البال والثقة بالله.
فكل ما يتم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي اليوم والمواقع الإلكترونية ينافي ما جاء في السنة النبوية والقرآن الكريم.
فلا يعلم الغيب إلا الله عزوجل، حتى أقرب الملائكة لله لا يعلمون من الغيب في شيء ولو أنّ الله تعالى يُريد أن يُعلِم الناس في علم الغيبيات والمستقبل لإصطفى منهم الأنبياء والمرسلين وليس مجرد مؤلفين ومؤرخين وكُتّاب.
ومن هنا يجب تحكيم العقل في كهذه أمور منتشرة، ولابد للقارئ أن يكون واعياً لكل ما هو مكتوب ومنشور، حتى لا يُصاب في تشويش الوهم والحقيقة فيجب أن لا يتم تصديق أي شيء يتم تداوله في هذا الزمان وما يمر به العالم من أزمات إقتصادية وصحية من إنتشار فيروس كورونا، وإغلاق أماكن العبادة كالكنائس والمساجد، فهذه كلها إجراءات إحترازية فقط للحد من إنتشار الفيروس بين الناس وعلى مستوى الدول في أكملها.
0 تعليقات